.. وماذا بعد؟ بعد إصرار الوزير علي بدء الدراسة 26 سبتمبر..
من حقنا ان نحمي أولادنا..بطريقتنا
لن نترك مصيرهم في يد"الظروف"!!
تلقيت اتصالاً من د.يسري الجمل وزير التربية والتعليم.. تناول
فيه كافة الجوانب التي أثرتها في مانشيت العدد الأسبوعي ومقال
الأمس حول "قضية المدارس وانفلونزا الخنازير". أكد الوزير أن
قرار تأجيل الدراسة هو قرار صحي في المقام الأول.. وأن كافة
المؤشرات تؤكد أنه لا يوجد حتي الآن ما يدعو لاتخاذ أي إجراء
استثنائي فوري أياً كان.. وبالتالي فلا حاجة لنا حالياً إلي تأجيل
الدراسة. قال إن فيروس أنفلونزا الخنازير ينشط في الشتاء وله
صفة المحلية.. ومعني ذلك أن تأجيل الدراسة لمدة شهر مثلاً
يضعنا أمام الفيروس وجهاً لوجه مع بداية الدراسة.. كما أنه
قد يظهر في محافظة ولا يظهر في أخري.. ونفي وجود
اقتراحات من التي تم نشرها. أشار إلي أن هناك متابعة يومية
وتنسيقاً بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم.. وتوجد إجراءات
سيتم اتخاذها في حالة ظهور المرض تتلخص في إغلاق الفصل
بالاتفاق بين الإدارة التعليمية والمحافظ. أو إغلاق المدرسة بقرار
من وزيري التربية والتعليم والصحة.. فالتلاميذ هم ثروة مصر
البشرية ولا يمكن التفريط فيها أو الإهمال. أضاف أن هناك
حملات توعية تم إبلاغها إلي كل الإدارات عبر شبكة الفيديو
كونفرانس. أكد الوزير في نهاية اتصاله أن هناك خططاً بديلة
حسب الظروف.. وإذا تغيرت هذه الظروف في أي وقت فنحن
جاهزون بالخطة المناسبة ولكن لا داعي أبداً للخوف والهلع
فالوضع الآن مطمئن جداً كما تؤكده وزارة الصحة. انتهي
كلام وزير التربية والتعليم وأشكره علي سرعة الرد وهو وإن
كان كلاماً منطقياً إلا أن لي عليه تحفظات ومآخذ . التحفظات
تتلخص في : المفروض ألا نترك أي شيء للصدفة.. وأنه
باعتراف الوزير وباعتراف أجهزة أخري كثيرة فإن الفيروس
سينشط في الشتاء بما يعني أن الإصابات لن تكون محتملة ولكن
مؤكدة إن حكاية التوعية لا تقنع أحداً.. لأنه كما قلت أمس فإننا
نتعامل مع سلوكيات موروثة أو مكتسبة علي فترات طويلة ولا
يمكن تغييرها في لحظة.. وإذا نجحت التوعية فماذا نفعل في
فصل به 120 تلميذاً؟.. إذن الإصابة ستكون مؤكدة أيضاً كنا
نتعلل بأن الإصابات تأتينا من الخارج.. الآن تم ضبط المنافذ
جيداً ونجحت برامج الترصد والمراقبة في المطارات والمواني
من خلال الكاميرات الموجودة في الأسقف وبالتالي فإن زيادة
أعداد المصابين اليومية -كما تعلنها وزارة الصحة- معناها
ببساطة أن العدوي أصبحت داخلية أما المآخذ فهي بالتحديد
إن د.نصر السيد ممثل وزارة الصحة في الاجتماع السابع
والعشرين لغرفة العمليات المركزية لمواجهة وباء انفلونزا
الخنازير والذي عقد يوم الأحد 23 أغسطس الحالي في
الدور السابع بالمقر الرئيسي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ
القرار التابع لمجلس الوزراء تناول من بين ما تناول الخطة
الاستراتيجية الخاصة بهذا الوباء في المدارس.. وأكد أن
المشكلة التي تواجههم هي كثافة الفصول حيث تصل إلي
120 تلميذاً.. وأن هناك عدة اقتراحات مقدمة من وزارة
التربية والتعليم هي: تقليل كثافة الفصول. أن تكون الدراسة
عبارة عن يوم دراسة ويوم راحة. عمل المدارس علي
فترتين صباحية ومسائية.. وأن الاقتراح الأخير عليه تحفظ
نظراً لأن اليوم التعليمي قصير جداً. إن أول اقتراحين هما
هما ما ذكرتهما في مانشيت المساء أمس الأول من تقسيم
الفصل إلي قسمين لتقليل الكثافة وأن يدرس كل قسم ثلاثة
أيام وهذا هو معني يوم دراسة ويوم راحة. السؤال: لماذا
أنكر د.الجمل في اتصاله معي وجود هذين الاقتراحين خاصة
أن د.نصر أكد أمام الاجتماع أن اقتراح يوم دراسة ويوم
راحة ستأخذ به الوزارة فعلا؟ إن هذا الاجتماع طلب في نهايته
حضور ممثل وزارة التربية والتعليم الاجتماع القادم "الثامن
والعشرين" -أمس- لعرض الخطة الخاصة بالوزارة للتعامل
مع الوباء مع قرب الدراسة.. وحضور ممثل وزارة التعليم
العالي الأسبوع الذي يليه "الأحد 6 سبتمبر". فوجئنا بأن
الاجتماع عقد فعلاً أمس ولكن حضره نبيل الدمرداش مدير
إدارة التعليم الثانوي إنني لا أقلل من شأن الدمرداش ولكنه
للأسف لم يقدم خطة ولا يحزنون.. ثم.. ألم يكن من الواجب
أن يحضر الاجتماع د.رضا أبوسريع نائب الوزير خاصة
أنه المعني في الوزارة بهذا الأمر؟.. أم ان الأستاذ الدمرداش
ذهب للاجتماع "سد خانة" وفقط علي اعتبار أن الوزير
اتخذ فعلاً قراراً سيادياً ببدء الدراسة يوم 26 سبتمبر وأنه
لا نية لأي تغيير في الموعد مهما كان.. وكأن غرفة
العمليات غير مختصة ببحث الموضوع رغم ان اجتماعاتها
تضم مجموعة من خيرة عقول البلد كل فيما يخصه وتعقد
اجتماعاتها في قاعة الأزمات بمركز المعلومات بما يؤكد
خطورة ما تناقشه ماذا ستفيد الخطط البديلة في حالة الهلع
التي أصابت أولياء الأمور؟.. وماذا ستفيد في حالة تحور
الفيروس وانتشاره بين التلاميذ خاصة بعد القرار الذي تم
تطبيقه بوقف العلاج بالتاميفلو مع المشتبه في إصابتهم
نظراً لتكاليفه العالية.. وان اللقاح الذي ننتظره سوف
تستخدمه الدول المصنعة أولاً.. وما يتبقي منها سيوزع
علي العالم.. وان أول دفعة منه ستأتينا في نوفمبر وقدرها
100 ألف جرعة فقط ستغطي احتياجات الحجاج.. وباقي
الجرعات سوف تصلنا ابتداء من يناير وحتي ابريل من
العام القادم؟ معني ذلك.. ان التلاميذ المفترض حتماً
إصابتهم لن يجدوا علاجاً ان مصر هي الدولة الأولي في
إصابات أنفلونزا الطيور.. الفيروس الأخطر والأشد فتكاً
والذي استوطن مصر ولا يريد الخروج منها. بالتالي فإذا
تحور أيضا فيروس أنفلونزا الخنازير وهو أمر شبه مؤكد
ولا يوجد علاج له خاصة للمرحلة العمرية الصغيرة التي
عليها التلاميذ.. فإن النتيجة ستكون كارثة الكوارث بكل
المقاييس. ثم.. أين التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم
والصحة؟.. لا أري تنسيقاً يذكر.. بل إن الأرقام التي تعلنها
الصحة كل يوم في توقيت محدد عن عدد الاصابات بأنفلونزا
الخنازير أصبحت مثار سخرية الكثيرين.. باعتبارها أرقاماً
"مفبركة" خاصة أنها مجرد أرقام بلا أسماء. لكن.. حتي
وان كانت "مفبركة" .. فهي مؤشر علي قرب وقوع الكارثة
حيث وصل العدد أمس ــ حسب بيان وزارة الصحة ــ إلي 727
حالة. هذا العدد الضخم ــ رغم اننا لم نصل بعد إلي شهر نوفمبر
ألا يدفع وزير التربية والتعليم ــ بحكم مسئولياته ــ إلي التفكير
جدياً في تأجيل الدراسة حتي ولو لم يكن هناك "الآن" ما يستدعي
ذلك علي حد قوله؟.. أم لابد من وقوع الكارثة أولاً ليتخذ القرار؟
يا معالي الوزير.. نحن لانتحدث عن قرب انفجار ماسورة مياه أو
صرف صحي.. بل نتكلم عن "وباء" كل الأدلة تؤكد أنه سيتوحش
ويلتهم أي "نفس" أمامه. ولن يجد أمامه سوي أولادنا. اعذرنا
نحن مضطرون لحمايتهم بطريقتنا مادامت الوزارة لاتحميهم
رغم علمها بخطورة الموقف وتنتظر رأي وزارة الصحة لتستند
إليه.. علي طريقة "علقها في رقبة الغير وأخرج منها سالماً"
فقط.. تذكر يا معالي الوزير قوله تعالي: ".. وإن تبدوا ما في
أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله.. " البقرة ــ .284
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق اللؤلؤة
كان هذا هو مقال نشر فى جريدة المساء عندما قرأته
أصابنى بالفزع فأردت أن يطلع عليه أصدقائى المدونون
ليدلو كل بدلوه فى هذا الموضوع