إنتهينا فى الجزء الثانى عند إصرار الإمام العز بن عبد السلام على بيع الأمراء
والمماليك ، عندئذ إنزعج نائب السلطنة و الذى كان هو واحداً منهم وقال : -
كيف ينادى علينا هذا الشيخ؟ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض والله لأضربنه
بسيفى هذا ، فركب فرسه وتوجه إلى منزل الشيخ العز ، فطرق الباب
فخرج ولد الإمام العز ، فرأى منظر نائب السلطنة وسيفه مسلولاً والغضب
يكسو وجهه فدخل على والده وقال له : إنج بنفسك لأنك ستُقتل ، فرد عليه
والده { الإمام العز } قائلاً له يا بنى أبوك أقل من أن يقتل فى سبيل الله
ثم خرج وحين وقع بصره على نائب السلطنة سقط منه سيفه وبكى وسأل
الشيخ أن يدعو له ، وقال يا سيدى : ماذا ستفعل بنا ؟ فقال له أنادى عليكم
وأبيعكم ، وفعل الإمام العز ما أراد فاشتهر بعد ذلك الموقف بأنه بائع المماليك والأمراء
ــ الإمام العز بن عبدالسلام يعنف الملك الصالح نجم الدين أيوب
دخل الإمام العز بن عبد السلام القلعة فى يوم عيد ، فوجد السلطان
نجم الدين أيوب فى زينته وجنوده بين يديه وشاهد الأمراء تقبل الأرض
بين يدى السلطان فالتفت الإمام العز إلى السلطان وناداه باسمه المجرد
يا أيوب ما حجتك عند الله إذا قال لك :- ألم أبوىء لك ملك مصر ثم
تبيح الخمور ! ، فقال السلطان للإمام العز :- هل جرى هذا ؟ ، فقال
له الإمام العز نعم الحانة الفلانية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات
وأنت تتقلب فى هذه المملكة ! ، فرد السلطان على الإمام العز :- يا سيدى
هذا أنا ما عملته هذا من زمن أبى ، فقال له الإمام العز :- أنت من الذين
يقولون { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ } فأمر السلطان بوقف عمل هذه الحانة
وقد شاع هذا الخبر بين الناس ، فسأله أحد تلاميذه :- كيف واجهت السلطان
بهذه الجرأة ؟ فقال له :- والله يا بنى استحضرت هيبة الله تعالى ؛ فصار
السلطان أمامى كالقط .
د/ محمد على الصلابى / كتاب سلسلة فقهاء النهوض
السيوطى / حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة