الناصر صلاح الدين الأيوبى

مقدمة

لقد إخترت أن أكتب عن صلاح الدين الأيوبى لسببين :-

أولاً - لمرور ذكرى وفاته حيث أنه توفى يوم الرابع

من مارس عام 1193م

ثانياً - أننا فى عز الإحتياج لرجل مثله فى زماننا هذا.

ولذلك سأقوم بسرد قصة حياته على عدد من الأجزاء

الجزء الأول

نسبه

ينتمى صلاح الدين إلى عائلة كردية كريمة الأصل ،

حيث أن هذه العائلةتنتسب إلى قبيلة كردية تعد

من أشراف الأكراد نسباً وعشيرة وهذهالعشيرة

تعرف بالروادية وهى تنحدر من بلدة دوين الواقعة

عند آخر حدود أذريبجان وينتسب الأيوبيون إلى

أيوب بن شاذىويعتبرهم بن الأثير أشرف الأكراد

لأنهم لم يجر على أحد منهم رق أبدا كما أن والد

صلاح الدين نجم الدين أيوب وعمه أسد الدين شيركوه

عندما قدما إلى أرض العراق لم يكونا من الرعاه

وإنما كانا على خبره ودراية بالشئون السياسية

والإدارية غير أن بعض الأيوبيينحاول أن ينكر

أصلهم الكردى والإلتصاق بالدم العربى عامه ،

وبنسل بنى أمية خاصة ، ومهما كان أصل البيت

الأيوبى فإن ظهورهم على مسرح الأحداث فى

المشرق الإسلامى ، وظهرو منذ القرن السادس

الهجرى / الثانى عشر الميلادى حين تولى شاذى

جدهم الأكبر بعض المناصب الإدارية فى قلعة تكريت

التى كانت إقطاعاً لبهروز الخادم أحد أمراء السلطان

السلجوقى محمد بن ملكشاه وكانت تكريت الواقعة على

الضفة اليمنى لنهر دجلة التى تتحكم فى أغلب الطرق

الرئيسية المارةبين العراق وبلاد الشام ولما توفى

شاذى خلفه إبنه نجم الدين أيوب ومن العجب أن

بعض المؤرخين ذكروا أن أسرة صلاح الدين

ينتهى نسبها إلى مضر الذى ينتمى إليه عدنان

وكأنهم يريدون منوراء ذلك أن يلحقوا كل شخصية

فذة ليست عربية بسلسة من النسب العربى ، مع أن

هذا لا يتفق مع منهج البحث العلمى وكأن الفضائل

والمكارم والمكارم جميعاً مقصورة على العرب

وقد قام نجم الدينبخدمة السلطان السلجوقى

محمد بن ملكشاه ، فرأى من نجم الدين أمانةً

وعقلا وشهامة ، فولاه قلعة تكريت ، فأجلى عن

أرضها المفسدين وقطاع الطرق حتى عمرت

أرضها وحسن حالها .

ولادة صلاح الدين

ولد صلاح الدين الأيوبى عام 532هجرية / 1137 م فى قلعة تكريت

التى بناها ملوكالفرس منذ القدم

وجعلوها مخازن للذخيرة ومرصداًلمراقبة العدو وقد افتتحها المسلميون

فى السنة السادسة عشر من الهجرةأيام عمر بن الخطاب ،ومن عجائب القدر

أن ولادة صلاح الدين كانت فى اليوم الذى أمرفيه مجاهد الدين بهروزالسلطان السلجوكى نجم

الدين أيوب وأخيه شيركوه بمغادرة تكريت لقتل شيركوه

عم صلاح الدين أحد قواد قلعة تكريت وذلك من أجل إمرآه

أذاها قائد القلعة فى شرفهااستغاثت المرأة بشيركوه فقتله

، فخاف عليهم السلطان السلجوكى من إنتقام قواد القلعة

نشأة صلاح الدين

هاجر الأخوان نجم الدين وشيركوه من بغداد إلى الموصل

حيث نزلا عند عماد الدين زنكىأمير الموصل الذى رحب

بهما وأكرمهما نتيجة إنقاذهما له من القتل أو الأسر لأن

عمادالدين زنكى قد حارب السلجوكيين فانهزم جيشه وأثناء

رجوعه إلى الموصل مر بتكريتفأصبحت حياته وجيشه فى

يد نجم الدين أيوب والى تكريت يومئذٍ إن شاء نجم الدين

تركهم أحياء وإن شاء قتلهم ففضل نجم الدين الإحسان على

الإساءة فقام نجم الدينوأخوه شيركوه بمساعدة عماد الدين

زنكى وسهلا له أمر النجاه والسلامة حتى وصلعماد الدين

إلى الموصل ، فكان هذا الموقف النبيل أبلغ الأثر وأحسن

النتائج فى بناء ملأيوب وإقامة مجد الإسلام على يد صلاح

الدين فيما بعد مقتل عماد الدين زنكى وتولى من

بعده نور الدين زنكى الذى أصبح له اليد الطولى

بمساعدة الأيوبيين الذى ضم دمشق إلى

ملكه وفى دمشق ترعرع صلاح الدين وتلقى علومه

الإسلامية ومارس فنون الفروسية والصيد والرمى بالسهام

وغيرها من ضرورات البطولة وعندما فتح عماد الدين بعلبك

عام 534 هجرية ولى عليها إلا أن والى دمشق مجبر الدين

قام بحصار نجم الدين فى بعلبك

المصادر

1 - كتاب صلاح الدين الأيوبى

2- للدكتور/على محمد الصلابى

3- - كتاب معجم البلدان

لياقوت الحموى

وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة

موعدنا يوم الخميس من كل إسبوع

فشاروكونى الرأى والتعليق