أرجع خبراء سياسيون واستراتيجيون سبب زيادة عمليات القرصنة، التى شهدها البحر الأحمر فى الأونة الأخيرة وبلغت ١٠٠ عملية خلال عام ٢٠٠٨، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لخدمة مصالحهما السياسية والتجارية فى منطقة البحر الأحمر، فضلاً عن رغبتهما فى تدويل مياهه.
وقال الدكتور إبراهيم نصرالدين، أستاذ العلوم السياسية ورئيس الجمعية الأفريقية للعلوم السياسية والبحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، خلال ورشة العمل التى نظمها المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية أمس، بعنوان «أمن البحر الأحمر من الإرهاب البحرى إلى القرصنة البحرية»: إن عمليات اختطاف السفن التى وقعت بالقرب من الشواطئ الصومالية،
وأطلقت عليها الولايات المتحدة مصطلح «قرصنة»، تتناقض مع مفهوم «القرصنة» الذى نصت عليها اتفاقية جينف ٥٨، والتى تعرف «القرصنة» بأنها عمل من أعمال الإكراه، الذى تقوم به سفينة أو طائرة فى البحر العام، بهدف تحقيق منافع شخصية دون وجود سلطة مسؤولة تشارك فى هذه العمليات، وبالتالى فإن كل ما يحدث داخل الشواطئ الصومالية من عمليات اختطاف السفن، لا يخدل تحت مصطلح «القرصنة».
وأضاف أن كل ما يحدث من عمليات اختطاف السفن فى الشواطئ الصومالية، يعد نوعاً من أنواع الدفاع عن النفس، بحسب قول المختطفين، معللين ذلك بأنهم من حقهم الدفاع عن شواطئهم، خاصة فى ظل غياب الدولة الصومالية من الناحية الفعلية، وقيام بعض السفن بإلقاء المخلفات النووية والإشعاعية فى مياههم.
وأشار إلى أن كل ما يحدث من عمليات اختطاف السفن فى الشواطئ الصومالية، يتم من خلال وتحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بمساعدة عدة جهات منها القوات الأثيوبية التى دخلت العام الماضى إلى ميناء مقديشيو،
والتى سهلت بدورها القيام بهذه العمليات بالتعاون مع الحكومة الانتقالية، وإدارة الحكم الذاتى فى بلاد بوند، وتساءل «لماذا لم تخطف سفينة واحدة أمريكية خلال مرورها بالشواطئ الصومالية؟، ولماذا لم يتم النظر فيما يحدث فى الشواطئ النيجيرية التى وصل فيها الأمر إلى قتل أطقم السفن وسرقتها، ولماذا كل هذه الضجة على الصومال؟».
من جانبه، رأى الدكتور جمال مظلوم، أستاذ الدراسات الاستراتيجية، وجود عدة دول كبرى وراء «أزمة القرصنة» التى تشهدها السفن المارة بالبحر الأحمر خاصة السواحل الصومالية، جاء فى مقدمتها إسرائيل التى تسعى إلى تدويل مياه البحر الأحمر، ورفضها التام لتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، كما جاء فى دراسة أعدها أحد الباحثين الإسرائيليين، فضلاً عن أن سفنها لم تتعرض للاختطاف، رغم أن أسطولها، «زيم» يجوب منطقة البحر الأحمر.
1 التعليقات:
لك الله ياغزو
إرسال تعليق