تفاؤل وأمل

يشعر الكثيرمنا بحالة من الإحباط من جراء ما يحدث للمسلمين في كل مكان من
العالم الآن، حيث ينطبق علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه
ثوبان، أنه قال: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل
ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. فقال قائل:
يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ويتساءلون: هل بعد كل
هذه النكبات من وثبة أخرى للمارد؟ ، ومتى سيكون ذلك؟ أم أن على المسلمين الاستسلام
لتلك الضربات المتوالية التي تلحق بهم، لكي تستأصل شأفتهم ، وفي الواقع فإن المتبصر
بأمر الدين لا يعتريه مثل هذا الشعور المحبط، بل على العكس تجده واثقا في قدرة الله. فكل
ما يحدث للمسلم هو خير له. و لننظر للمصيبة العظيمة التي حدثت ببيت النبي صلى الله عليه
وسلم ، وما قيل في عرضه، وما اُتهمت به أعز زوجاته إليه وأحبهن إلى قلبه من حادثة الإفك
فإذا بالقرآن ينزل قائلا بأن كل ذلك إنما هو في حد ذاته خير للمسلمين وليس شرا، حيث قال تعالى:
﴿ َلا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ النور: 11 . إذن ما يحدث للمسلمين في جميع أنحاء العالم
من حولنا إنما هو في حقيقة الأمر قَدَر رباني يجري وفقا لسنن الله الكونية التي يستحيل تغييرها إلا
إذا تغير مضمونها

وكما قال الإمام الشافعى

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ***** ذرعا و عند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ***** فرجت، وكنت أظنها لا تفرج